فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: كشف المفاوض والوسيط البريطاني السابق في صفقة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، غيرشون باسكين، ثلاث أساطير وأكاذيب بشأن الحرب على قطاع غزة، تحاول "إسرائيل" ترويجها.
وقال باسكين، إن الادعاء الأول حول إذا لم تبق "إسرائيل" في غزة، فقد يحدث السابع من أكتوبر مرة أخرى، والحقيقة، أنه إذا كانت هناك 15 دبابة على الحدود و3 مروحيات هجومية في الجو في السابع من أكتوبر، لما حدث ذلك.
وأضاف المفاوض السابق، أن "إسرائيل لا تواجه الجيش الروسي على الجانب الآخر من الحدود، بل حماس، لم يكن جيش الاحتلال على الحدود في السابع من أكتوبر وهذا في المقام الأول خطأ صناع القرار والجيش والمخابرات، ولكنه أيضا نتيجة لعقدين من تحويل قوة الحرب الإسرائيلية إلى قوة شرطة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، هذا هو المكان الذي تمركز فيه الجيش في السابع من أكتوبر، وليس على حدود غزة".
والأسطورة الثانية وفق باسكين؛ هي سيطرة الاحتلال على "ممر فيلادلفيا ضرورية لأمن إسرائيل"، ويوضح: أفاد ألون بن ديفيد، المراسل العسكري للقناة 13 الإسرائيلية هذا الأسبوع، إلى جانب آخرين، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يحدد موقع نفق واحد يخترق خط ممر فيلادلفيا إلى مصر".
وقال، إنه "قبل أن يصبح عبد الفتاح السيسي رئيسا، كانت هناك مئات الأنفاق للتهريب بين غزة ومصر لإيصال كل شيء، بما في ذلك الأسلحة والمواد اللازمة لصنع الأسلحة والآلات اللازمة لحفر الأنفاق، حتى أن هناك وزارة رسمية تابعة لحماس مسؤولة عن شؤون الأنفاق كان من الممكن من خلالها استئجار الأنفاق للاستخدام الخاص للشركات، ادعت مصر في عهد السيسي أنها أغلقت جميع الأنفاق ويبدو أن هذا صحيح"، وفق المفاوض البريطاني السابق.
وأضاف: "هناك معلومات تفيد بأن الكثير من عمليات التهريب من خلال الرشوة حدثت عند معبر رفح، إن ممر فيلادلفيا لا بد وأن يكون مؤمنا ومغلقا بإحكام، وهذا ما يمكن أن يتم على الجانب المصري من الخط. وإذا لم تثق إسرائيل في قدرة المصريين على القيام بذلك، فأنا أعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق في المفاوضات مع مصر يقضي بوضع أفراد أمريكيين على الممر للتحقق من إغلاق الممر. وسوف تكون قوات الاحتلال الإسرائيلية المتمركزة على طول الممر أهدافاً سهلة لحركة حماس".
أما الأسطورة والكذبة الثالثة، فهي أنه يمكن هزيمة حماس عسكريا، والحقيقة وفق المفاوض السابق، أن حماس أكثر من مجرد قوة عسكرية وبنية حكومية.
وقال باسكين: "حماس فكرة وأيديولوجية، وقد ترسخت حماس داخل المجتمع الفلسطيني كجزء من المقاومة للاحتلال الإسرائيلي والسيطرة الإسرائيلية، ولا يمكن هزيمة الأفكار والأيديولوجيات بشكل عام عسكريا. وعلاوة على ذلك، لا يوجد حل عسكري للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ولم يكن هناك حل عسكري له على الإطلاق".
وأكد أن "الطريقة لهزيمة أي أيديولوجيا أو فكرة هي جعل الأيديولوجيات والأفكار الأفضل حقيقة ملموسة للجمهور الذي يؤمن بها".
وأضاف أن "الفكرة الأفضل لهزيمة حماس هي الحرية والتحرر والكرامة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني. وهنا من المهم أن نتذكر أيضا أنه إذا لم يتمتع الفلسطينيون بالحرية والتحرر والكرامة وتقرير المصير، فلن تتمتع إسرائيل بالأمن".